٢٩‏/٩‏/٢٠١٢

أن تكون وحيداَ فى حضرت رمسيس الثانى




لكل حضارة بهاء وجمال خاص بها . ومن خصائص الحضارة الفرعونية انك تستحضر عظمتها وجلالها اثناء تواجدك بين معالمها ، تبهرك المعابد   وتشدك دقتها ولكن لا تستطيع الا الهدوء والسكينة فى اروقتها .
زرت مدينة ابوسمبل اكثر من مرة وفى الاخيرة قررت ان ازور معبد ابو سمبل ورغم صعوبة الجو وعدم وجود مواصلات ذهبت سيرا لكنى وصلت اخيرا بعد جهد .
اثناء دخولى للمعبد شاهدت اتوبيسين لفوج سياحى كان قد انهى زيارته ويخرج من ساحة السيارات .
دخلت الى المعبد عبر ممر منحنى يواجهك النيل فى البداية ثم مع السير وانحناء الممر يعطيك منظر بانورامى جميل ... النيل – بهو المعبد – التماثيل العملاقة فى مدخل المعبد .
كنت وحيدا وتذكرت رحيل الفوج السياحى ، شكل التماثيل العملاقة اكثر من رائع كنت اسير وانا لا انظر الا اليها .
كان الهدوء قاتلا سوى من صوت موج مياه النهر الهادى ، كان النهر جميل بلون مياهه الزرقاء الصافية وينساب بهدوء و وقار على ما يبدو انه تعود ان يكون كذلك فى حضرة عابديه من الفراعنة وهم اكثر الناس تقديرا وتقديسا له .
وقفت امام المدخل مشدوها . شاهدت كلبا اسود يجرى فى فناء المعبد فقلت فى نفسى " اه من اولها لعنة الفراعنة كده " نظرت مرة اخرى فلم اجد الكلب وقلت " ليه بس كده يا عم رمسيس انا جاى ازورك ايه الموضوع "
مع هدوء المعبد وعدم وجود اى بشر ترددت ان ارجع  فاكملت " وهمست لنفسى لو الكلب رجع تانى ابقى اجرى "
عند الباب الكبير للمعبد تشعر وكانك داخل الى ظلام تام – بسبب تأثير ضوء الشمس القوى على العينين - .
طرقت الباب الخشبى " اى والله خبطت عليه  " يمكن حد من الفراعنة نايم ولا مستريح شوية او الحرس الفرعونى يتفاجئوا بيا  وزيادة تاكيد ناديت " حد هنا " ، بعد التكرار خرج الحارس – المصرى طبعا مش الفرعونى  - وعليه آثار النوم وقلتله عاوز ازور المعبد قالى اتفضل بس ممنوع التصوير وفى عينه نظرة " حد ييجى دلوقتى فى عز القيلولة وقت النوم " رديت عليه فى نفسى " يعنى بعد 400 كم من اسوان ودخلت البهو حمشى من غير ما ادخل المعبد " .

"( حقا : للمعابد حضور خاص لا يخطئه مصرى مثلى )"
فى البداية الصالة الرئيسية باعمدتها الضخمة العالية ويجاورها صالات اخرى صغيرة تؤدى الى الغرف ، دخلت مباشرتا الى اخر المعبد عند حجرة تمثال رمسيس الجالس  وكأنى استجبت لندائه  كان جالسا فى وقار وسكينة .
سالت الحارس الذى تبع خطواتى " هو ضوء الشمس بيدخل منين علشان يتعامد على التمثال " رد " من الباب " نظرت خلفى تجاه الباب وقدرت المسافة ب 60 او 70 متر والباب يرتفع عن الارض بحوال 10 متر  قلت فى نفسى " وعملوا ازاى دى " خصوصا ان الباب كبير وبعده الصالة الرئيسية كبيرة ايضا وبعدها مدخل بباب ليس بعالى وطرقة ثم مدخل الغرفة المفتوح وهو منخفض يعنى تقريبا اخر مدى ممكن توصله اشعة الشمس بالمرور فى تلك المسارات – تشبه فكرة مرور الضوء فى عدة دوائر تبدا بالكبيرة وتنتهى بالصغيرة -.
تجولت كثيرا فى الغرف رغم ان مداخلها منخفضة واشبه بحفر فى الجبل وكثرا ما رددت فى نفسى امام كل غرفة " ادخل ازاى  وارتفاع الغرفة بيقل تدريجيا مش ممكن يقع السقف عليا وانا داخلها  وبعد تردد قلت يعنى ليها مئات السنين عايشة وموجودة وحتقع عليا دلوقتى وبعدين هى منورة اهه ويمكن الاقى فيها فراعنة  المهم سميت ودخلت " .
لاحظت ان كثيرا من الرسومات مشوهة -وخصوصا سقف الصالة الرئيسية – ما بين الحرق والكشط ، فقلت دى عمايل اللصوص او الفراعنة - اللى مش بيحبوا بعض برضه – او من اعمال العصر المسيحى الاول فى مصر – كما ذكر يوسف زيدان فى عزازيل – المهم مئات السنين ومئات التشويهات ايضا .
رغم ذلك المعبد يحتفظ برونقه وتتجول فيه باجلال مختلط برهبة وكانك فى حضرتهم حقا فتلك المعابد تعطى حياة خالدة لصانعيها فعلا .
    سرت ناويا ان ازور المعبد الثانى الصغير –بحسب كلام الحارس- الخاص بزوجة رمسيس  ، طلعت من عند رمسيس وعاينت التماثيل العملاقة مجددا من اصغر صباع – بحجم عربية – لاعلى الرأس ، اثناء وقوفى شاهدت كلب اصفر فقلت " هو غير لونه وبيشتغلنى اكيد ماهى لعنة وفراعنة كمان " ، لفت نظرى امضاءات كثيرة منحوته على الحوائط والتماثل العملاقة نفسها باسماء اجنبية غالبا لعلماء الترميمات لان التواريخ  المنحوتة  فى نهاية القرن التاسع عشر والاسماء ايطالية او يونانية او قبرصية بحسب توقعى .
بعد سير كبير على ارضية زلطية بحثا عن المعبد الصغير وعلى يسار معبد رمسيس ويمن الداخل بوابة لمعبد صغير – بالقياس على معابد الفراعنة الكبيرة والعملاقة - .
المعبد يوصف بمرحلة ما بعد الهدوء والحارس كان نائما بجوار المدخل فلم اشأ ان اوقظه ودخلت المعبد ، معبد صغير بعدد غرف قليلة (3 او 4 ) وفيه رسومات لزوجة رمسيس الثانى المحتفظة بجمالها – " وبصراحة انا مرضيتش ادقق قوى علشان هى كانت بشعرها فى الرسومات وكمان انا داخل على حريم الفراعنة بغير استئذان وتحسبا لزعل رمسيس او حاشيته او حرسه  لو نظرت وعاينت حريمه " – بحسب توقعى وانه على ما يبدوا كان فى مشاكل اسرية بين زوجة رمسيس وحماتها ام رمسيس  نفسه فعلشان كده عملها  معبد اوضتين وصالة لوحدها .... امال تفتكروا عزلها فى معبد لوحدها ليه بدل ما يحطها  معاه فى المعبد الكبير وخصوصا معروف عن الفراعنة تقديرهم للمراة .... المهم مش عاوزين نخوض فى سيرة الفراعنة وحياتهم الشخصية وخصوصا ان دى مشاكل بتحصل فى كل الاسر تقريبا .
أكملت جولتى فى المعبد وجلست لفترة فى  المسرح المفتوح  - اللى من خلال قرائتى للوحته –  المقام خصيصا  لاعادة الافتتاح  بعد النقل والترميم لمعابد رمسيس وبحسب التاريخ 1968 والحضور وضمنهم مسئولى اليونسكو .

بجوار المسرح وجدت كلبين صغيرين بجوار امهما ففهمت انهم اسرة كاملة وليس كلب واحد ويعيشون فيما يشبه البيت بجوار المسرح لكن فى هدوء.
جلست لفترة أراقب النيل و مياهه ، زرقاء صافية بشكل مبالغ فيه واشبه بالساكنة فهى تسير بتؤده وبطئ وهدوء تقديرا لرمسيس الثانى واجلالا له ، ..
 حذوت حذوها و انا اخرج من المعبد فى هدوء وبطئ مودعا رمسيس الثانى بنظراتى وخرجت من غير ما دخلت بطريق اخر
على ما يبدوا الكل هادئ ووقور فى حضرت رمسيس الثانى بدءا بالانسان حتى الجماد مرورا بالحيوان .
نلتقى فى معابد أخرى  5/2011

هناك ٥ تعليقات:

umzug يقول...

شكرا لكم ...موفقين..))


Räumung
umzug
umzug wien
umzug wien
Entrümpelung
entrümpelung wien
Entrümpelung Wien
Wohnungsräumung wien
Wohnungsräumung Wien

umzug يقول...

Thanks to topic

umzug يقول...

Thanks to topic

غير معرف يقول...


عصابة النووى

نشرت جريـدة المصرى اليوم فى 17 يوليو 2013 قال أحمد إمام، وزير الكهرباء والطاقة فى تصريحات صحفية، بعد إبلاغه بالاستمرار فى منصبه ضمن حكومة الببلاوى، إن البرنامج النووى لتوليد الكهرباء، سيكون أحد أهم محاور قطاع الكهرباء فى الفترة المقبلة.وأضاف:"لدينا برنامج جيد يستهدف إقامة 4 محطات نووية لإنتاج الطاقة،..

الخبر واضح منه أن عصابة النووى مش ناويين يجبوها البر و كل ما يجئ رئيس يروحوا له لأقناعه بشراء مفاعلات نووية و فكرت أنه من المفيد ألقاء الضوء مرة أخرى على الموضوع.
لماذا نشترى مفاعل نووى تزيد تكلفته على 5.52 مليار إيرو ، و 300 من مراوح توليد طاقة الرياح تنتج ما يعادل مفاعل نووى و تتكلف 900 مليون إيرو فقط؟!!!

بالرغم من كوارث المفاعلات النووية و أشهرها تشرنوبيل "أوكرانيا"عام 1986 و فوكوشيما "اليابان" عام 2011 مازال هناك فى مصر من المسئولين من يصر على أستغفال و أستحمار الشعب المصرى ، و يسعى جاهدا لأنشاء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء!!!!

و أصبح واضحا كالشمس أن هناك عصابة منذ عهد حسنى مبارك مرورا بعهد محمد مرسى و حتى الأن تسعى جاهدة منذ سنوات لشراء مفاعلات نووية لمصر و لا يهم و لكنها صفقة العمر لأفراد العصابة من حيث عمولات بمثات الملايين من الدولارات يستطيعوا بها أن يعيشوا هم و عائلاتهم كالملوك فى أى بلد يختاروه فى العالم أما عواقب المفاعلات النووية التى سيكتوى بنارها المصريين فهذا أخر شئ يهم فاقدى الشرف والذمة و الضمير ...

و نحن فى مصرنا نكتب منذ عام 2007 محذرين من مخاطر النووى و منبهين إلى البديل الأكثر أمانا و الأرخص

ثقافة الهزيمة .. النووى كمان و كمان
ثقافة الهزيمة .. العتبة الخضراء
ثقافة الهزيمة .. أرجوك لا تعطنى هذا السرطان

مزيـــد من التفاصيل و قراءة المقالات بالرابط التالى

www.ouregypt.us

Shimaa Mahmoud يقول...

الله،،، أستاذنا اللي مشرفنا دايمًا
أية العظمة دي يا أستاذي 👏🌹